منذ حرب فيتنام وأعضاء سلاح الجو الأمريكي يشتركون في مارس الشوارب (Mustache March). هذا حدث خفيف ويحث على الترابط بين المشاركين فيه الذين يقومون بإطلاق الشارب خلال شهر مارس.
في عام 1999 قامت مجموعة من الشباب الأسترالي بابتكار فكرة تربية الشوارب للخير في شهر نوفمبر، وأطلقوا على هذه المبادرة اسم "موفمبر". بدأت هذه الحركة بمشاركة 80 رجل من أديليد (عاصمة ولاية جنوب أستراليا) واكتسبت الحركة شهرة محلية.
بعد ذلك في 2004، قامت مجموعة مختلفة تمامًا من الشباب في ميلبورن (عاصمة ولاية فيكتوريا الأسترالية) بالمبادرة بإطلاق الشارب لمدة 30 يومًا من أجل زيادة الوعي بسرطان البروستاتا واكتئاب الرجال، وكان عددهم وقتها 30 رجلًا. نمت المجموعة سريعًا وتحولت إلى مؤسسة موفمبر الخيرية، ومن وقتها تمكنت من جمع 174 مليون دولار من جميع أنحاء العالم واكتسبت شهرة وحفاوة عالمية.
هذه القصص الثلاث المختلفة تبين بوضوح أن تأثير اللحية في بعض الأوقات لا يقتصر على شكل صاحبها، بل الآن أصبح للحية والشارب انتشار كبير كما يعبران عن قضايا اجتماعية ولهم حملات توعية ذات أهداف نبيلة.
الفكرة نفسها من إطلاق لحيتك أو شاربك بهدف رفع الوعي لدى الآخرين وتمويل الأبحاث التي تحارب الأمراض الذكورية فكرة نبيلة وملهمة وسامية، وتتجلى عبقريتها في أنك تساعد المجتمع من حولك دون أن تتكلف شيئًا ودون فعل شيء تقريبًا!
الأكثر أهمية من المال والشهرة لهذه الفعاليات التي تجمع بين إطلاق اللحية/الشارب والعمل الخيري هو المعلومات التي تنشرها وكسر بعض توابيت المجتمع وتقاليده التحكمية دون داعي، فالمعروف في مجتمعاتنا أن الرجال لا يبكون وعلى الرجل أن يكون قويًا ويتحمل الألم في صمت! هذه الفعاليات تكسر هذه الحواجز وتحطمها، كما أنها توفر للرجال منصة مشتركة ومفتوحة تتيح لهم التحدث عن مشاكلهم دون خجل أو إحراج.
يوجد كذلك مبادرة Beards of Hope (أي لحى الأمل) التي تدعو إلى إطلاق اللحية لمدة 3 شهور من يونيو إلى أغسطس كل عام، وأيضًا حركة Septembeard وحركة Decembeard وكلاهما مشابه لحركة موفمبر التي ذكرنا تفاصيلها، لكن الأولى لشهر سبتمبر والثانية لشهر ديسمبر. فعليًا يوجد الآن حركة خيرية للحية/الشارب في كل شهر تقريبًا، وبإمكانك المشاركة في أي واحدة تحبها منها.
أما إذا كان يوجد قضية في بالك تود التوعية بشأنها، يمكنك التواصل مع إحدى هذه المؤسسات أو تبادر أنت نفسك بتأسيس حركة خاصة بها. ليس شرطًا أن تكون حركة عالمية أو من أعضاء كثيرون، بل يكفي أنت وبعض أصدقائك لتأسيسها. انشر يوميًا على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة وأخبر الناس بقضيتك، فربما تجذب بعضهم للمشاركة معك. لا تنس كذلك إخبارنا بما تفعله، وسنحرص على مشاركتك في قضيتك.